top of page
بحث
  • صورة الكاتبMommy Zone

الرضاعة الطبيعية وصيام شهر رمضان

تاريخ التحديث: ٢ نوفمبر ٢٠٢٣



رمضان هو الشهر الذي يقوم على فرض الصيام في الدين الإسلامي، والذي يشمل الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر وحتى غروب الشمس طوال أيام الشهر الفضيل، ووفقًا للشريعة الإسلامية، فإنه إذا كان هناك خوف من أن الصيام قد يحدث ضرراً بصحة الطفل أو صحة الأم فإنها معفاة منه، ويمكنها تعويض أيام الصيام في موعد آخر من السنة.


هل يجب على الأم المرضعة الصوم أم لا؟

من المحتمل أن يكون للصوم خلال شهر رمضان تأثيرات سلبية صحية على كل من الأم المرضع والطفل، ولكن رغم ذلك، تقرر الكثير من الأمهات المرضعات الاستمرار بالصيام خلال شهر رمضان.

هنالك العديد من العوامل التي تحدد مدى تأثير صيام رمضان على الرضاعة الطبيعية مثل: عمر الطفل، ومعدل نموه، وتغذية الأم، وحالتها الصحية، كما يعتبر عمر الطفل أهم العوامل الرئيسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ الأم المرضع القرار بشأن الاستمرار بالصيام خلال أيام شهر رمضان.

  • الأطفال الرضع من عمر يوم واحد حتى عمر ستة اشهر

ينصح الخبراء الأمهات المرضعات للأطفال بعمر أقل من ستة أشهر بعدم الصوم؛ لأن الرضاعة الطبيعية في هذه الفترة العمرية تعتبر النظام الغذائي الأساسي والوحيد للطفل، إضافة إلى أنه من الممكن أن يكون الصيام مرهقاً لجسم الأم ،لأنها وخلال هذه الفترة ترضع طفلها على الاقل 8 مرات خلال اليوم، وبالتالي فقد تشعر بالدوار والتعب ومن الممكن أيضاً سوء التغذية، كما أنه من المحتمل أن تشعر النساء المرضعات خلال فترة الصيام بالجوع والعطش، مما يعرضهن أيضًا لخطر الإصابة بالجفاف، والذي من الممكن أن يؤدي إلى التقليل من كمية الحليب.

  • الأطفال بعمر يزيد على ستة أشهر

يبدأ بعض الأطفال بتناول الاغذية التكميلية عند بلوغ الستة أشهر، لذلك، فإن هناك حالات من الممكن فيها أن تحل الوجبات الإضافية محل الرضاعة الطبيعية, وهنا قد تشعر الأمهات المرضعات أنه من الممكن لها الصيام والاستمرار بالرضاعة الطبيعية بسبب انخفاض عدد مرات الرضاعة الطبيعية .

من المهم والمؤكد أن قرار الالتزام بالصيام في رمضان أثناء الرضاعة الطبيعية هو قرار شخصيٌ يعود للأم نفسها، ولكن من المهم ايضاً أن تكون على وعي ودراية كاملة بجميع الآثار المحتمل حدوثها أثناء الصيام والتي من الممكن أن تؤثر على الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تكون الأم المرضع قادرة على تحديد الأعراض التي تستوجب التوقف عن الصيام والتوّجه إلى استشارية الرضاعة الطبيعية في الوقت المناسب .

ويجب التذكر ايضاً أن الأطفال الرضع يجب أن يحصلوا على الغذاء الكافي في الوقت المناسب للنمو الطبيعي السليم، وأن الفترة الأساسية بالنسبة للأطفال هي أول 1000 يوم من حياتهم - من بداية الحمل وحتى عمر السنتين - كما يعتبر حليب الأم الغذاء الأساسي للطفل خلال هذه الفترة والذي يوفر جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه من أجل النمو، بما يشمل الفيتامينات والمعادن والأملاح ومضادات الأكسدة وغيرها الكثير.

وذكر كتاب الرضاعة الطبيعية في رمضان أن (النساء اللواتي لديهن طفل بعمر أقل من ستة أشهر (اللائي يصنعن ما يقرب من لتر واحد من حليب الثدي يوميًا)) ، ويعشن في مناخات حارة، وذات دخل منخفض، ويرضعن رضاعة ترادفية، ولديهن توائم على سبيل المثال التوائم الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف الشديد ويجب ألا يصوموا حتى الفطام، وينطبق الشيء نفسه على النساء المعرضات لقلة إدرار الحليب، أو يجب عليهن تناول المكملات، أو إنجاب طفل يعاني من نقص الوزن (الخدج) أو مريض، أو تناول الأدوية أو المعاناة من ظروف صحية تجعل من الرضاعة الطبيعية أمراً صعباً، إذا أرادت الأم أن تصوم حقًا، يمكنها أن تصوم جزئيًا - تلتزم بصيام يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع)(1)


كيف يؤثر الصيام على حليب الأم؟

تختلف استجابة جسم كل أم مرضع للصيام عن الأخرى، حيث تستطيع بعض الأمهات الصيام والمحافظة على التغذية المناسبة والمتوازنة لأنفسهن وأطفالهن، في حين من المحتمل أن تواجه أخريات صعوبًة في تطبيق ذلك، لذا من المهم جدًا الانتباه لاحتياجات جسم الأم وجسم الطفل.

وإذا حرصت الأم المرضع على ألا تعاني من الجفاف وحافظت على نظام غذائي متوازن خلال ساعات ما بعد الصيام، يمكن لجسمها أن يتكيف مع التغيرات في النمط الغذائي ولا تتأثر كمية الحليب الذي ينتجه جسمها، ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى حدوث تغيير في تركيب حليب الأم والوضع الغذائي للأمهات المرضعات خلال شهر رمضان.

وذكرت دراسة بعنوان تأثير الصيام في رمضان على تغذية الأم وتكوين حليب الأم (2)


والتي أجريت عام 2006 أنه "لم يكن لصيام رمضان أي تأثير معنوي على تركيبة المغذيات الكبيرة لحليب الثدي وبالتالي على نمو الرضع، كانت هناك اختلافات معنوية في بعض المغذيات الدقيقة مثل الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم، تأثرت الحالة التغذوية للمرضعات بصيام رمضان. انخفضت جميع العناصر الغذائية المتناولة (باستثناء الفيتامينات أ ، هـ ، ج) خلال شهر رمضان. لهذه الأسباب ، قد يبدو من الحكمة إعفاء المرضعات من شهر رمضان"


كيف يؤثر الصيام على الطفل ؟

بشكل عام، ليس من المفروض أن يتسبب الصيام بأي ضرر للطفل الرضيع. ولكن مع ذلك، من المهم جداً مراقبة سلوك الطفل والانتباه إلى العلامات التي تؤكد حصوله على الكمية الكافية من الحليب.

من المؤشرات على وجود تأثير سلبي على الطفل:

  • انخفاض عدد حفاضات الطفل المبللة يوميًا (الوضع الطبيعي: 6-7 حفاضات يوميًا)

  • انخفاض في عدد مرات إخراج البراز يوميًا (الوضع الطبيعي: 3 حفاضات يوميًا)

  • إذا كان الطفل يبدو غير مرتاح ويبكي أكثر من المعتاد بسبب الجوع

  • فقدان الطفل لوزنه و تأخر معدل النمو والتطور لديه

عند حدوث واحد أو أكثر من هذه المؤشرات، يجب على الأم استشارة طبيب ومستشارة الرضاعة الطبيعية.


كيف يؤثر الصيام على الأم المرضع؟

إذا اختارت الأم الالتزام بالصيام خلال شهر رمضان، فعليها أن تأكل وتشرب جيداً خلال الفترة ما بين الغروب والفجر من أجل تجنب الجفاف والحفاظ على المكونات الغذائية في الجسم، حيث يمكن أن يؤثر الجفاف على كمية إدرار الحليب ويقلله، وإذا شعرت الأم المرضع بصداع أو دوار أو جفاف الفم أو الشفتين أو العينين أو لاحظت تغييراً على لون البول وأصبح داكناً - فقد يشير هذا إلى احتمالية إصابتها بالجفاف وبالتالي يجب عليها اللجوء للطبيب على الفور.

قد يحدث الصيام أيضًا تغييرات فيزيولوجية لدى الأم، مثل الشعور بالنعاس، وضعف التركيز والعصبية والضعف العام، وبذلك يتأثر نمو الطفل و تواصله وتفاعله مع الأم.

إذا شعرت الأم بأنها قادرة على الصيام ، فمن المهم أن تحافظ على رطوبتها بشرب الكثير من الماء بين الإفطار (الإفطار عند غروب الشمس) والسحور (بدء الصيام عند الفجر). حيث إن التأكد من تناولها وجبة الإفطار والسحور المغذية والحصول على قسط كبير من الراحة أثناء النهار سوف يسهل صيامها.(3)


توصيات التغذية للأم المرضع أثناء الصيام

يتوجب على الأم المرضع الالتزام بنظام غذائي سليم ليس فقط خلال شهر رمضان، بل طوال العام، بحيث يعتمد النظام الغذائي بشكل رئيسي على الفواكه والخضروات الطازجة والبقوليات والأسماك وزيت الزيتون ومنتجات الألبان:

  • الإكثار من شرب الماء والسوائل بشكل عام خلال فترة الإفطار.

  • التقليل من الكافيين والمشروبات المحلاة،لتجنب الجفاف والعطش.

  • الحد من استخدام ملح الطعام و المأكولات المالحة لتجنب حدوث الجفاف وتقليل الشعور بالعطش.

  • وجبة السحور مفيدة ومهمة جداً, و من المهم أن تحتوي على أطعمة غنية بالكالسيوم كالجبن أو اللبنة, بالإضافة إلى البروتين والحديد كالفول والحمص, بالإضافة إلى البيض, فهي مصادر غنية بالطاقة وتمد الجسم بها لساعات أطول خلال ساعات الصباح.

  • وجبة الإفطار يجب أن تكون وجبة متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية.

  • تناول وجبات صغيرة ومتنوعة خلال فترة ما بين الإفطار والسحور مهمة جداً, كقمر الدين ,والمكسرات, والحليب مع الفاكهة (الكوكتيل) و غيرها من المأكولات.

  • الابتعاد عن المشروبات الغازية والمصنعة المحلاة.


الرضاعة الطبيعية عند الطلب

يجب على الأم الالتزام بالرضاعة الطبيعية بشكل متكرر عند الطلب دون تجاوز وجبات الرضاعة الطبيعية أو استبدالها بالحليب الصناعي لأن هذا يقلل من إدرار كمية الحليب.


بالنهاية نحن هنا لمساعدتكِ ودعمكِ بما يخص صحتكِ انتِ و صحة طفلك ايضاً، فمهما كان قرارك، تبقين أماً رائعة.


المراجع:

  1. https://www.amazon.co.uk/dp/1530642027/?tag=breastfsuppor-21 Breastfeeding in Ramadan: A Guide for Fasting Mothers Paperback – 19 Latonia Anthony, 2016

  2. Rakicioğlu N, Samur G, Topçu A, Topçu AA.2006 Jun, The effect of Ramadan on maternal nutrition and composition of breast milk. Pediatr Int.

  3. https://www.llli.org/islamic-cultural-practices-breastfeeding-2/



٨٠ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page